لماذا يتم طرد التلاميذ من المدارس؟
وهذا ما يسمى التسرب المدرسي رغم ان اليونيسكو اعطت مفهوما اوسع للتسرب المدرسي واعتبرت ان التلاميذ الذين يكررون السنة عدة مرات تسريا مدرسيا.
ما هي رسالة المدرسة؟
ان هدف المدرسة القانون التوجيهي للتربية 08-04 المؤرخ في 23 جانفي 2008هو تكوين مواطن مزود بمعالم وطنية أكيدة شديد التعلق بقيم الشعب الجزائري فادر على فهم العالم من حوله والتكيف معه والتأثيرفيه و متفتح على الحضارة العالمية.
كما ان المادة 10 من نفس القانون اكدت ان الدولة تضمن الحق في التعليم لكل جزائري او جزائرية دون تمييز.والمادة 12 تنص على اجبارية التعليم لكل فتى اوفتاة بالغة من العمر 06 سنوات الى 16 سنة كاملة.
والمادة 52 تنص صراحة ان التلاميذ غير الناجحين في السنة الرابعة متوسط يوجهون اما بالتكوين المهني اوالحياة العملية اذا بلغوا 16 سنة كاملة.
اذا من هذه النصوص يمكن القول انه لا يمكن طرد اي تلميذ لم يبلغ 16 سنة كاملة من المدرسة وحدد منشور وزاري ان طرد أي تلميذ لم يبلغ 16 سنة في حالة ارتكابه فعل خطير يستدعي عدم بقائه في مؤسسته يتطلب موافقة الوزير شخصيا ويتم وفق الاجراءات المتعارف عليها في المنظومة التربوية.
ماهي الاسباب الموجبة لطرد تلميذ من المدرسة؟
طبقا للقانون فان طرد اي تلميذ يكون لاحد ثلاثة اسباب لاغير:
-1الغيابات: اذا غاب التلميذ اكثر من 33 يوما دون مبرر يفصل تلقائيا
المـادة 40 نظام الجماعة التربوية:” تعرض الغيابات المتكررة غير المبررة التلميذ المخالف إلى عقوبات قد تؤدي إلى الفصل النهائي وطبقا للإجراءات التأديبية الجاري بها العمل”
-2السلوك والتصرفات الخطيرة: وفي هذه الحالة يجب ان يعرض التلميذ على مجلس التأديب حتى يتم فصله
المـادة 50 نظام الجماعة التربوية: يؤدي كل سلوك يعرقل الأنشطة المدرسية ويخل بقواعد النظام العام والإنضباط داخل المؤسسة إلى عقوبات وتقديم التلميذ المخالف إلى مجلس التأديب
– 3تدني النتائج وكبر السن:
في هذه الحالة فان مجلس الاقسام المنعقد آخر السنة هو السيد والحكم فهو الذي يقوم بدراسة نتائج التلاميذ حالة بحالة مع مراعاة أحكام القانون,لهذا نجد ثلاث حالات:
الحالة الأولى: التلاميذ الحاصلين على معدل يساوي او يفوق 20/10 ينتقلون مباشرة للقسم الأعلى.
الحالة الثانية: التلاميذ الذين لم يحصلوا على المعدل 20/10 وأعمارهم تقل عن 16 سنة فانه يسمح لهم بإعادة السنة.
الحالة الثالثة : التلاميذ الذين لم يحصلوا على معدل الانتقال 20/10 وأعمارهم تتجاوز 16 سنة, هنا يوجد عدة عوامل أساسية تحدد مستقبل التلميذ وهي:
العامل الأول:الاكتظاظ ووجود مقاعد بيداغوجية:
إن عدم وجود مقاعد شاغرة أو وجود اكتظاظ في الأقسام أمر لا يسمح مطلقا بإعادة السنة للتلاميذ الذين استوفوا حقهم القانوني في الدراسة وهو 16 سنة.
العامل الثاني: العمر وفوارق السن داخل الفصل
ان بلوغ بعض التلاميذ لاعمار كبيرة جدا امرا بالغ الخطورة وينعكس سلبا على باقي التلاميذ فمثلا وجود اطفال في عمر 12 و13 سنة مع نظرائهم البالغين 17 و18 سنة في نفس الفصل امرا لا يمكن تقبله وله تأثير مدمر والتجربة في الميدان أكدت ذلك اضافة الى ان التلاميذ كبار السن في الغالب تكون اعادتهم للسنة غير مجدية ولا ينجحون.
العامل الثالث: النتائج المدرسية والقدرة على التحسن مستقبلا
ان التلميذ الذي يحصل على معدل سنوي اقل من 20/07 احتمال نجاحه ضئيلا ولو اعاد السنة 10 مرات بل يحتاج لعناية خاصة واقسام مكيفة لان الارجح لديه ضعف قاعدي او تخلف ذهني مما يتطلب رعاية ومتابعة خاصة وان كان غير ذلك فهو حتما لا يرغب اطلاقا في الدراسة و الاجدى تحريره من هذا الالتزام واعطائه الفرصة ليجد نفسه في مجال آخر.
لذا فان على الاساتذة قبل السماح للتلاميذ الذين تجاوزوا 16 سنة بالاعادة مراعاة قدرتهم على التحسن والنجاح مسقبلا وان تكون اعادتهم للسنة اعادة مجدية ونافعة وفرصة حقيقية يجب استغلالها من طرف التلميذ
العامل الرابع: السلوك والانضباط
ان السلوك والانضباط امران مهمان ولا يجب التهاون فيهما لان التلميذ كثير الغياب وسيئ السلوك لا يجب ان يكافئ بأي حال من الاحوال بالسماح له بالاعادة بل هو خطر يجب ابعاده عن المدرسة ومحيطها لان تأثيره على الاخرين سيئ ومثال لا يحتذى به ,بل يجب ان نكافئ التلاميذ المنضبطين سلوكيا واخلاقيا بالسماح لهم بالاعادة في حال توفرمناصب بيداغوجية والقدرة على التحسن مستقبلا .
وعموما التلميذ جيد السلوك المتدني النتائج هو تحصيل حاصل في القسم لا يضر ولا ينفع لكن قد يكون لوجوده داخل المدرسة ايجابية افضل من خارج المدرسة لانه قد ينجر وينحرف. لذا فعند وجود اماكانية للاعادة يجب البدء بالتلاميذ السلوكيين والمنضبطين.
العامل الخامس: الحالة الصحية و الخصوصية
الوضعية الصحية للتلاميذ المصابين بأمراض مزمنة كامراض القلب والسرطان والسكر…………..الخ يجب مراعاة حالتهم وأخذها بعين الاعتبار وكذا التلاميذ الذين يعانون من تشتت اسري قد يكون فصلهم عامل اضافي لزيادة معاناتهم وتأزيم وضعيتهم.
كما ذوي الاحتياجات الخاصة(التلاميذ المعوقين) القانون اعطاهم الحق في الاستفادة من سنتين (02) اضافتين على 16 سنة لذا فلا يمكن طرد تلميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة قبل ان يتم 18 سنة كاملة بالتمام والكامل.
الخلاصة:
خلاصة القول ان طرد التلاميذ خاضع لضوابط واضحة ومحددة ومقيدة بنصوص تنظيمية حتى لا ترتفع نسب التسرب المدرسي من جهة ومن جهة اخرى يمكن تطهير المدرسة من التلاميذ المشاغبين وكبار السن وذوي النتائج الضعيفة جدا.
وبصراحة فان الدولة وضعت آليات ممتازة لضبط عملية التسرب فالتوجيه لمراكز ومعاهد التكون والتعليم المهنيين هو خيار بديل للمدرسة وأفضل من الشارع لان التلاميذ المطرودين عن طريق مجالس الاقسام يوجهون الى التكوين المهني لكن تبقى الاليات ناقصة وتحتاج الى تفعيل كما ان التنسيبق بين وزارة التكوين المهني ووزارة التربية الوطنية ناقص وغير مثمر.
الوسومArticle Author Post Video
شاهد أيضاً
الرحلات التربوية بين العرف والقانون
يمكن لاي جهة كانت ان تنظم رحلة تربوية لفائدة الاطفال القصر. لكن هناك ضوابط وتنظيمات …