يبدأ المشهد المتكرر بمجرد انتهاء امتحانات الفصل الثالث والأخير، فتتجمع جحافل التلاميذ أمام أسوار المدارس، و تنطلق الهتافات المنددة بالدراسة والمدرسة والمدرسين، بعدها تبدأ الاحتفالات الصاخبة بحرق المآزر و تمزيق الدفاتر و الكراريس ورشق بوابة الحرم المدرسي بالحجارة و التفنن في إظهار الغضب و التذمر في انتظار خروج الأساتذة و المعلمين ووو….والبقية يعرفها الجميع.
لكن السؤال الملح الذي يفرض نفسه، من المتسبب في هذه الظاهرة ؟
قبل محاولة الإجابة على هذا السؤال يجب أن نتعرف جيدا و عن كثب على أبطالها أولا.
-
تلاميذ و طلبة راسبون، أو موجهون إلى الحياة العملية ، أمضوا عامهم الدراسي و هم ينهلون من قاموس مفرداته : غائب ، متأخر ، إنذار ، توبيخ ، استدعاء ولي الأمر ، التنبيه ، المبرر …الخ, وبالتالي فالانتقال و الرسوب في نظرهم سواء.
-
تلاميذ أمضوا أكثر أوقاتهم واقفين أمام مكتب مستشار التربية أو جالسين على أرصفة الطرق أكثر من جلوسهم على المقاعد داخل الأقسام, وبالتالي لا تمثل لهم المدرسة شيئا بل هي عبء وجب التخلص منها ومما فيها.
-
تلاميذ كتبوا و”خربشوا” على جدران المدرسة و قاعات الدرس و الكراسي و الطاولات أكثر مما كتبوا و “خربشوا” في دفاترهم. هم ببساطة مشاغبون.





